google adscence
EnglishFrenchGermanSpainItalianDutchRussianPortugueseArabic

jeudi 18 octobre 2012

أمناء سره وحواريه (صلى الله عليه وسلم)



أولا: أمناء سره  صلى الله عليه وسلم


     عبد الله بن مسعود:

 قال صاحب السيرة الحلبية ءعلي بن برهان الدين الحلبيء: (وكان عبد الله بن مسعود ويعرف بأمه وهي أم عبد... إلى أن قال: فلذلك كان كثير الولوج عليه ء صلى الله عليه وسلمء وكان يمشي أمامه ء صلى الله عليه وسلمء ومعه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، ويلبسه نعليه إذا قام فإذا جلس أدخلهما في ذراعيه، ولذلك كان مشهوراً بين الصحابة ء رضي الله عنهمء بأنه صاحب سر رسول الله ء صلى الله عليه وسلمء.

السيرة الحلبية (1/450) ط. دار المعارف.

    معاوية بن أبي سفيان:

عن ابن عباس ء رضي الله عنهماء قال: قال رسول الله ء صلى الله عليه وسلمء: (لكل نبي صاحب سر وصاحب سري معاوية بن أبي سفيان). أخرج الملاء في سيرته. الرياض النضرة في مناقب العشرة (1/36) ط/ دار الكتب العلمية.

     حذيفة بن اليمان:

قال حذيفة ء رضي الله عنهء: نزل رسول الله ء صلى الله عليه وسلمء عن راحلته، فأوحي إليه وراحلته باركة فقامت تجر زمامها، فلقيتها فأخذت بزمامها وجئت إلى قرب رسول الله ء صلى الله عليه وسلمء فأنختها، ثم جلست عندها حتى قام النبي ء صلى الله عليه وسلمء فأتيته بها، فقال: من هذا؟ فقلت: حذيفة. فقال النبي ء صلى الله عليه وسلمء: (إني مسر إليك سراً فلا تذكرنه، إني نهيت أن أصلي على فلان وفلان)، وعد جماعة من المنافقين، فلما توفي رسول الله ء صلى الله عليه وسلمء كان عمر بن الخطاب ء رضي الله عنهء في خلافته إذا مات الرجل ممن يظن به أنه من أولئك الرهط أخذ بيد حذيفة ء رضي الله عنهء فقاده إلى الصلاة عليه، فإن مشى معه حذيفة صلى عليه عمر ء رضي الله عنهء، وإن انتزع يده من يده ترك الصلاة عليه.

السيرة الحلبية (3/121، 122).



ثانياً: حواريه  صلى الله عليه وسلم 

الحواري: الناصر، أو ناصر الأنبياء، والقصّار، والحميم. القاموس المحيط ص487.

وقال الراغب الأصفهاني: والحواريون أنصار عيسى ء صلى الله عليه وسلمء، قيل: كانوا قصّارين وقيل: كانوا صيادين، وقال بعض العلماء: إنما سموا حواريين؛ لأنهم كانوا يطهرون نفوس الناس بإفادتهم الدين، والعلم المشار إليه بقوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}الأحزاب: 33 قال: وإنما قيل: كانوا قصارين على التمثيل والتشبيه وتصور منه من لم يتخصص بمعرفته الحقائق المهنة المتداولة بين العامة، قال: وإنما كانوا صيادين لأصيادهم نفوس الناس من الحيرة وقودهم إلى الحق، وقال ء صلى الله عليه وسلمء: (الزبير ابن عمتي وحواري) وقوله ء صلى الله عليه وسلمء: (لكل نبي حواريّ وحواريّ الزبير) متفق عليهفتشبه بهم في النصرة حيث قال: {من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله}الصف: 14 .المفردات: 135.

قال الزجاج: والحواريون خلصان الأنبياء وصفوتهم، والدليل على ذلك قول النبي ء صلى الله عليه وسلمء: (الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي) صحيح انظر السلسلة الصحيحة (1877) وأصحاب رسول الله ء صلى الله عليه وسلمء حواريون.

وتأويل الحواريين في الغة: الذين أخصلوا ونقوا من كل عيب، وكذلك الدقيق الحوَّارَي من هذا، إنما سمي لأنه ينقى من لُبابِ البُرِّ وخالصه.

وتأويله في الناس: أنه الذي إذا رُجِع في اختياره مرة بعد مرة وجد نقياً من العيوب.

فأصل التحوير في اللغة من حار يحور، وهو الرجوع والترجيعُ. معاني القرآن وإعرابه. (5/164، 165).

وحواريوه ء صلى الله عليه وسلمء: أي أنصاره الذين اشتهروا بهذا الوصف وهم:

الخلفاء الأربعة (أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب) وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، وأبو عبيدة بن الجراح، وعثمان بن مظعون، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وهو أكثرهم شهرة بهذا الوصف، بل هو المراد عند إطلاق حواري رسول الله ء صلى الله عليه وسلمء. السيرة الحلبية (1/427) ط/ دار المعارف.

وعثمان بن مظعون بن حبيب الجمحي، أبو السائق، صحابي أسلم بعد 13 رجلاً، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة، وكان ممن حرم الخمر على نفسه قبل تحريمها، وهو أول من مات من المهاجرين بالمدينة بعد رجوعه من بدر، وقبّله النبي ء صلى الله عليه وسلمء وهو ميت، وكان يزوره ودفن إلى جنبه ولده إبراهيم، توفي سنة 2هـ.

طبقات ابن سعد (3/393) تاريخ خليفة (65)، تاريخ البخاري الكبير (6/210) حلية الأولياء (1/102)، الاستيعاب (3/1053) أسد الغابة (3/598) سير أعلام النبلاء (1/153).

مؤذنيه صلى الله عليه وسلم





وكانوا أربعة: اثنان بالمدينة: بلال بن رباح، وهو أول من أذن لرسول الله ء صلى الله عليه وسلمء، وعبد الله أو عمرو بن أم مكتوم القرشي العامري الأعمى، وبقباء سعد القرظ مولى عمار بن ياسر، وبمكة: أبو محذورة، واسمه: أوس بن حفيرة الجمحي. زاد المعاد (1/124).


بلال بن رباح:



سبق ترجمته في المبحث الأول ء وزراء الرسول ء صلى الله عليه وسلمء.




عبد الله أو عمرو بن أم مكتوم



اختلف في اسمه، فقيل: عبد الله وقيل: عمرو، وهو ابن قيس بن زائدة القرشي العامري، وهو ابن أم مكتوم المؤذن، أمه اسمها: عاتكه بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم، وهو ابن خال خديجة بنت خويلد، هاجر إلى المدينة بعد مصعب بن عمير، وقيل: بعد بدر بيسير استخلفه الرسول ء صلى الله عليه وسلمء على المدينة ثلاث عشرة مرة في غزواته، شهد فتح القادسية، ومعه اللواء، وقتل بالقادسية شهيداً. وهو الذي عاتب الله الرسول ء صلى الله عليه وسلمء من أجله.



طبقات ابن سعد (4/206ء209)، أسد الغابة (3/760ء761) سير أعلام النبلاء (1/360) الإصابة (7/83ء84).




سعد القرظ



اسمه: سعد بن عائذ المؤذن، مولى عمار بن ياسر، المعروف بسعد القرظ، وإنما قيل له ذلك؛ لأنه كان يتَّجِر فيه، ومسح رسول الله ء صلى الله عليه وسلمء رأسه وبرّك عليه وجعله مؤذن مسجد قباء، وخليفة بلال إذا غاب، ثم لما سافر بلال إلى الشام خلفه على الأذان بمسجد النبي ء صلى الله عليه وسلمء أيام أبي بكر وعمر، فلم يزل يؤذن في مسجد النبي ء صلى الله عليه وسلمء حتى مات في أيام الحجاج بن يوسف.



أسد الغابة (2/203).




أبو محذورة




اسمه مختلف فيه، فقيل: سمرة بن معين، وقيل: أوس بن معبر، وقيل: معبر بن محيريز، وهو قرشي جمحى، روى أن الرسول ء صلى الله عليه وسلمء أمرَّ يده على رأسه وصدره إلى سرته، وأمره بالأذان بمكة عند منصرفه من حنين، فلم يزل فيها يؤذن، وكان من أحسن الناس صوتاً، توفي بمكة سنة 59هـ. وقيل: 79هـ.



أسد الغابة (5/178ء179).

mercredi 10 octobre 2012

معركـــــــــــة الجمــــــــــــــل



معركـــــــــــة الجمــــــــــــــل

خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك السيدة عائشة ءرضي الله عنهاء ، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة ءرضي الله عنهاء خلال الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي ءرضي الله عنهء استقبال السيدة عائشة وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه ، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية 0







مواجــــهة معاويـــــة



قرر علي بن أبي طالب ءرضي الله عنهء ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام ، غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته بالخلافة ، وطالب بتسليم قتلة عثمان ءرضي الله عنهء ليقوم معاوية باقامة الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ، وحقن دماء المسلمين ، ولكنهم رفضوا  فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة ، وعدم الخروج على جماعة المسلمين ، والتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر عام 37 هجري )





وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا المصاحف على ألسنة الرماح ، وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها وأمرهم بالاستمرار في القتال ، لكن فريقا من رجاله ، اضطروه للموافقة على وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر وفي رمضان عام 37 هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ، وأبو موسى الأشعري عن علي وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر رمضان من نفس العام ، وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان الموعد المتفق عليه اجتمعا ثانية ، وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية 0







الخـــــــــــــــــــوارج

علن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا ءرضي الله عنهء على قبوله ، وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة (النهروان) عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب  وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية 


خلافتـــــــــــــــــــــــــــه





خلافتـــــــــــــــــــــــــــه


ما استشهد عثمان ءرضي الله عنهء سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين و الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين ، يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى

ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول ءصلى الله عليه وسلمء الى مكة المكرمة لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة ، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ءرضي الله عنهماء وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان ءرضي الله عنهء ، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في ذلك ، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية ، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة ، فساروا اليها مع أتباعهم

ليلة الهجــــــــــــــــرة





في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول ءصلى الله عليه وسلمء في فراشه ، فأتى جبريل ءعليه السلامء رسول الله ءصلى الله عليه وسلمء فقال :( لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه )فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي :( نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه ، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم )





ونام علي ءرضي الله عنهء تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول ءصلى الله عليه سلمء من الخروج من الدار ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم وأقام علي ءكرّم الله وجههء بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله ءصلى الله عليه وسلمء الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء




أبـــــــوتــــــراب



دخل ‏علي ‏‏على ‏فاطمة ءرضي الله عنهماء‏ ‏، ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي ‏ء‏صلى الله عليه وسلمء ‏:( ‏أين ابن عمك )قالت :( في المسجد )فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره ، وخلص التراب إلى ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول :( اجلس يا ‏‏أبا تراب )‏مرتين

  



يـــــوم خيبـــــــــــــــــر



في غزوة خيبـر قال الرسـول ءصلى اللـه عليه وسلمء :( لأُعْطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه ، أو على يديه )فكان رضي الله عنه هو المُعْطَى وفُتِحَت على يديه

نسبه رضي الله عنه و منــزلته من الرسول




نــــــــــــــــــــــسبـــــــــه



هو ابـن عم النبي ءصلى الله عليه وسلمء ، ولد قبل البعثة النبوية بعشـر سنين وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الاسلام من الصبيان ، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي ءصلى الله عليه وسلمء ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة



الرسول يضمه إليــــه



ان أول ذكر من الناس آمن برسول الله ءصلى الله عليه وسلمء وصدق بما جاءه من الله تعالى : علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه ، وهو يومئذ ابن عشر سنين ، فقد أصابت قريشاً أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال الرسول الكريم للعباس عمه : يا عباس ، إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمـة ، فانطلق بنا إليه فلنخفـف عنه من عياله ، آخذ من بنيـه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه )فقال العباس :( نعم ) 



فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له :( إنا نريد أن نخفف من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه )فقال لهما أبو طالب :( إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما )فأخذ الرسول ءصلى الله عليه وسلمء علياً فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه ، فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً ، فاتبعه علي ءرضي الله عنهء وآمن به وصدقه ، وكان الرسول ءصلى الله عليه وسلمء إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة ، وخرج علي معه مستخفياً من أبيه وسائر 
قومه ، فيصليان الصلوات معا ، فإذا أمسيا رجعا

منـــزلته من الرســـول
مّا آخى الرسول ءصلى الله عليه وسلمء بين أصحابه قال لعلي :( أنت أخي ) وكان يكتب لرسول الله ءصلى الله عليه وسلمء ، وشهد الغزوات كلها ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول ءصلى الله عليه وسلمء في أهله وقال له :( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى )



وكان مثالا في الشجاعة و الفروسية ما بارز أحد الا صرعه ، وكان زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي ءصلى الله عليه وسلمء :( من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ) 
دعاه الرسول ءصلى الله عليه وسلمء وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين ) وجلَّلهم بكساء وقال :( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً )وذلك عندما نزلت الآية الكريمة


قال تعالى :( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت )
كما قال ءعليه أفضل الصلاة والسلامء:( اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال )

أهم أعمال عثمان بن عفان رضي الله عنه الاجتهادية



من أهم أعماله الفقهية والاجتهادية كتابة المصحف وجمع القرآن، عن مصعب بن سعد قال: قام عثمان فخطب الناس فقال: أيها الناس عهدكم بنبيكم منذ ثلاث عشرة، وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون قراءة أُبَيّ وقراءة عبد الله، يقول الرجل: والله ما تقيم قراءتك. فأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به، وكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلاً رجلاً، فناشدهم لسمعت رسول الله صلى الله علية وسلم وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك عثمان قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله علية وسلم زيد بن ثابت. قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص. قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد. فكتب زيد، وكتب مصاحف ففرقها في الناس، فسمعت بعض أصحاب محمد يقول: قد أحسن.

وسبب ذلك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالمصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان المصحف إلى حفصة، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

ولا يخفى على أحد أهمية هذا الفعل الذي فعله عثمان رضي الله عنه من جمعه للناس على مصحف واحد، فَوَقَى المسلمين رضي الله عنه شر فتنة الاختلاف، ولقد لاقى هذا الفعل تشجيعا واستحسانا من جموع الصحابة رضوان الله عليهم بل قد رأينا أن منهم من أشار على عثمان رضي الله عنه بهذا الأمر، يقول علي رضي الله عنه: "رحم الله عثمان، لقد صنع في المصاحف شيئًا، لو وليت الذي ولي قبل أن يفعل في المصاحف ما فعل لفعلت كما فعل".

ويقول مصعب بن سعد رحمه الله: أدركت أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم متوافرين حين شفق عثمان رضي الله عنه المصاحف فأعجبهم ذلك، وما رأيت أحدًا منهم عاب ما صنع، وسمعت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم يقولون: لقد أحسن.

ورحم الله ابن المهدي إذ يقول: خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبي بكر وعمر: صبره على نفسه حتى قتل مظلومًا، وجمعه الناس على المصحف.

الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان

قال ابن التين وغيره: الفرق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حَمَلَتُه؛ لأنه لم يكن مجموعًا في موضع واحد، فجمعه في صحائف مرتبًا لآياته وسوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله علية وسلم، وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القرآن حين قرءوا بلغاتهم على اتساع اللغات، فأدى ذلك ببعضهم إلى تخطئة بعض، فخشي من تفاقم الأمر في ذلك، فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش، محتجًا بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع قراءته بلغة غيرهم رفعًا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة إلى ذلك انتهت،

فاقتصر على لغة واحدة، وكانت لغة قريش أرجح اللغات، فاقتصر عليها.

من حِكَمه البليغة التي سادت وعمت:

1- قال رضي الله عنه: "لو أن قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربنا، وإني لأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر في المصحف".
2- "ما أسرَّ أحد سريرة إلا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه".
3- "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".
4- "هَمُّ الدنيا ظلمة في القلب، وهَمُّ الآخرة نور في القلب".
5- "يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك".

ومن كتبه رضي الله عنه:

1- أول كتاب كتبه عثمان إلى جميع ولاته: "أما بعد، فإن الله أمر الأئمة أن يكونوا رعاة، ولم يتقدم إليهم أن يكونوا جباة، وإن صدر هذه الأمة خلقوا رعاة، ولم يخلقوا جباة، وليوشكن أن يصيروا جباة، ولا يكونوا رعاة، فإذا عادوا كذلك انقطع الحياء والأمانة والوفاء، ألا وإن أعدل السيرة أن تنظروا في أمور المسلمين فيما عليهم فتعطوهم ما لهم، وتأخذوهم بما عليهم، ثم تثنوا بالذمة، فتعطوهم الذي لهم وتأخذوهم بالذي عليهم، ثم العدو الذي تنتابون فاستفتحوا عليهم بالوفاء".

2- وكان أول كتاب كتبه إلى قادة الجنود: "أما بعد، فإنكم حماة المسلمين، وقد وضع لكم عمر ما لم يغب عنا، بل كان على ملأ منا، ولا يبلغني عن أحد منكم تغيير ولا تبديل فيغير الله بكم ويستبدلكم غيركم، فانظروا كيف تكونون، فإني أنظر فيما ألزمني الله النظر فيه والقيام عليه".

3- وكان أول كتاب كتبه إلى عمال الخراج: "أما بعد، فإن الله خلق بالحق فلا يقبل إلا بالحق، خذوا الحق وأعطوا الحق به، والأمانة قوموا عليها ولا تكونوا أول من يسلبها، فتكونوا شركاء من بعدكم إلى ما اكتسبتم، والوفاء الوفاء لا تظلموا اليتيم ولا المعاهد؛ فإن الله خَصْمٌ لمن ظلمهم".

4- وكتاب إلى العامَّة: "أما بعد، فإنكم إنما بلغتم بالاقتداء والاتباع، فلا تلفتنكم الدنيا عن أمركم، فإن أمر هذه صائر إلى الابتداع بعد اجتماع ثلاث فيكم: تكامل النعم، وبلوغ أولادكم من السبايا، وقراءة الأعراب والأعاجم القرآن، فإن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: الْكُفْرُ فِي الْعُجْمَةِ، فَإِذَا اسْتَعْجَمَ عَلَيْهِمِ أَمْرٌ تَكَلَّفُوا وَابْتَدَعُوا".

وهذه النماذج من كتبه لا تورد في هذا المقام من ناحية البلاغة والبيان مستقلة عن مواضعها ودواعيها، ولكنها تورد قبل كل شيء لأنها مع ما تبديه من بيانه تبدي لنا أسلوب الخليفة الثالث في علاقته برعاياه من خلال أسلوب الكتابة والخطابة.

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More